اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مسؤول سابق في "الـ CIA": "إسرائيل" ستستمر في مساعيها لجر واشنطن إلى الحرب مع طهران

مقالات

الجولاني ماضٍ في إظهار
مقالات

الجولاني ماضٍ في إظهار "حسن النيات تجاه العدو"... حتى أغمض عينه عن الجولان

77

إثر تناول مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، معلومات و"تحليلات سياسية"، تتحدث عن حتمية "تطبيع العلاقات بين سورية الجديدة بقيادة أبي محمد الجولاني والكيان الإسرائيلي"، تؤكد مصادر سياسية سورية أن "العمل جارٍ راهنًا من الداخل والخارج على خلق مناخٍ تمهيديٍ ملائمٍ "للتطبيع"، أي (اتخاذ خطوةٍ تمهيديةٍ للسير به)، والعمل على حل مختلف المشكلات العالقة بين "سلطة الجولاني" و"الكيان"، سلميًا، "كجارين" وبعيدًا من أجواء العداء بينهما". وتعتبر المصادر أن "خلق هذه الأجواء يمهّد بدوره إلى سلوك سورية مسار "خطة السلام الأميركي في الشرق الأوسط". وتقول: "يبدو أن المنطقة دخلت في مرحلةٍ جديدةٍ من الخطة المذكورة، بخاصةٍ بعد الحرب الأميركية- الصهيونية على إيران".

وسط هذه الأجواء، كشف "رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان الغاصب، تساحي هنغبي، في الأيام الفائتة، لأعضاء "الكنيست" الصهيوني، خلال جلسةٍ سريةٍ للجنة الخارجية والأمن، أن "الكيان  يجري حوارًا مباشرًا، وليس غير مباشر، مع "النظام السوري" ورئيس "السلطة"، أحمد الشرع- (الجولاني)". وفي شأن التنسيق الأمني والسياسي، أكد هنغبي "أنه يُجريه بنفسه، وفقًا لما نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية". الأمر الذي نفاه الجولاني. وأشار إلى أن "وسطاء دوليين يتولون التواصل بين "سلطته" والكيان الصهيوني". غير أن "الحكم الراهن في دمشق، لم يعد يأتي على ذكر استعادة حدود الأراضي السورية في الجولان التي احتلتها "إسرائيل" في العام 1967، وصولًا إلى بحيرة طبريا، بل اكتفت هذه "السلطة الراهنة" بإطلاق تصريحاتٍ خجولةٍ تطالب فيها "باستعادة الأراضي السورية المحتلة وصولًا إلى حدود المنطقة العازلة بين سورية والكيان الصهيوني، ليس إلا. ويبدو أن "سلطة الجولاني" ماضية في "سياسة إظهار حسن النيات"، تجاه العدو "الإسرائيلي"، وقد تبدَّى ذلك بوضوح في تعاون هذه "السلطة" مع الكيان لاستعادة رفات الجندي الصهيوني "تسفيكا فيلدمان" الذي سقط في معركة السلطان يعقوب، في البقاع اللبناني، في حزيران عام 1982. وفي السياق عينه، سلّمت "سلطة الجولاني"، محفوظات الجاسوس الصهيوني "إيلي كوهين"، إلى "الكيان". هذا الجاسوس الذي حكم عليه القضاء العسكري السوري بالإعدام، في العام 1965، بعدما ضبطه الأمن السوري في الجرم المشهود، خلال تواصله مع العدو، والتجسس لمصلحته، ذلك أيضًا "كبادرة حسن نيةٍ من الجولاني". أما راهنًا، فيبدو جليًا أنه أغمض عينه عن احتلال الجولان بأكمله. "فنعم الثورة وثوارها وأميرها". قد يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على عجلةٍ من أمره، لتحقيق "السلام الأميركي في الشرق الأوسط"، إذا تسنى له ذلك، قبل انقضاء ولاية حكمه، المحددة بأربعة أعوام، غير أن "مشروع ترامب"، سيواجه عوائق ليست سهلةً على الإطلاق، كتوطين الفلسطينيين في لبنان، أو نقلهم إلى بلدٍ آخر، ويبدو أن هذا الأمر غير متاحٍ، بخاصةٍ بعدما رفضت مصر الطرح الذي يفضي إلى انتقال الفلسطينيين من لبنان إلى شمال سيناء. أما في شأن الفلسطينيين في سورية، فيؤكد سلوك "السلطة" الانبطاحي أمام العدو، ألا مشلكة أبدًا في توطينهم حيث هم".

 ويبقى العنصر الأساس في مواجهة المخططات الأميركية- "الإسرائيلية"، هي حركات المقاومة والتحرر في هذه المنطقة، وفي طليعتها المقاومة الإسلامية في لبنان، والمقاومة الفلسطينية بأطيافها كافة، والتي ترفض كل أشكال التطبيع مع العدو. ولا ريب أن انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران على العدوان الأميركي- الصهيوني، سيعزز صمود محور المقاومة في المنطقة، والذي تشكّل إيران عموده الفقري.

في الخلاصة، هل ستنجح الولايات المتحدة في تمرير مشروعها المذكور آنفًا، والذي يقضي "بتطبيع العلاقات بين الوطن العربي بأسره والكيان الصهيوني"، حتى يتاح لواشنطن تمرير خط السكك الحديد من الهند إلى حيفا، مرورًا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وسواهما، وحتى تصبح الولايات قوةً بريةً وبحريةً معًا، لتواجه في البر روسيا والصين، القوتيّن البريتيّن عبر التاريخ، بخاصةٍ مواجهة مشروع "طريق الحرير" الصيني، وهو (هو شبكة تاريخية من الطرق التجارية البرية والبحرية التي ربطت بين الشرق والغرب، بدءًا من الصين وصولًا إلى أوروبا، عبر آسيا الوسطى وغرب آسيا والمشرق العربي)، أم ستلقى مقاومةً شعبيةً شرسةً تحبط هذا المشروع؟.

الكلمات المفتاحية
مشاركة