اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي هكذا تمكن تشيزني من صد ركلة جزاء مبابي في الكلاسيكو

ترجمات

ترجمات

"إسرائيل" تخدع نفسها

140

اعتبر الكاتب في مجلة Foreign Affairs الأميركية، مارك لينش، أنّ "النظام الإقليمي في الشرق الأوسط يتحوّل بسرعة، لكنْ ليس كما يَفترِض العديد من "الإسرائيليين" والأميركيين".

وبيّن لينش، في مقالة نشرتها المجلة، أنّ "التلاقي الأميركي - "الإسرائيلي" لن يدوم حتى وإنْ استمرّ اتفاق وقف النار في غزة"، متوقّعًا أنْ "تقوم "إسرائيل" بأفعال استفزازية تتحدّى بشكل مباشر أهداف البيت الأبيض، وذلك بسبب اعتقاد "إسرائيل" الخاطئ بأنّها حقّقت تفوّقًا استراتيجيًا على خصومها".

وأوضح أنّ "الهجوم "الإسرائيلي" على قطر تَبيَّن أنّه شكل نقطة تحول مفاجئة، ومثل هكذا عمل ما كان لِيُقْدِم عليه سوى قادة مقتنعون بالكامل بأنّهم يتمتعون بحصانة كاملة". غير أنّ الكاتب رأى "قرارًا" للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ ""إسرائيل" تجاوزت الخطوط الحمر هذه المرة".

وفيما أشار الكاتب إلى "استئناف الجيش "الإسرائيلي" قصفه بعض أجزاء غزة بحجّة هجمات من قبل حركة حماس"، ذكَر أنّ "من الأجدر لـ"إسرائيل" أنْ تتراجع من الهاوية وتغتنم الفرصة في وقف إطلاق النار من أجل كبح مغامراتها العسكرية".

ولفت لينش الانتباه إلى أنّ "النزاع الطويل الأمد كشف عن نقاط ضعف "إسرائيل"، حيث أنّ دفاعاتها الصاروخية لا توفّر الأمن الكامل، واقتصادها عاجز عن تَحمُّل الحرب المستمرة"، مشيرًا إلى "تَشنُّج سياسي داخلي والاعتماد العسكري على الولايات المتحدة"، مؤكّدًا أنّ "الدمار في غزة تسبَّب بتدهور مكانة "إسرائيل" في العالم، وتركها في عزلة متزايدة"، فـ"لا أحد في الشرق الأوسط يريد دورًا قياديًا "إسرائيليًا"، وجميع الدول باتت تخشى أكثر فأكثر "إسرائيل". وهناك عدم وجود تطابق بين المصالح "الإسرائيلية" والأميركية"، بحسب الكاتب.

وبينما اعتقد لينش أنّ "تثبيت الزعامة الإقليمية "الإسرائيلية" يتطلّب أنْ تتشارك الدول العربية غايات أو يكون هناك شعور مشترك بالتهديد"، اعتبر أنّ ""إسرائيل" قوّضت كِلا الأمرَيْن". كذلك، نبّه من أنّ "القوة غير المنضبطة والأطماع التي لا حدود لها تؤدّي إلى المأساة"، قائلًا: "تَبيَّن أنّ "إسرائيل" غير مستعدّة لاتخاذ أيّ خطوات حقيقية التي من شأنها أنْ تترجم "نجاحها العسكري" إلى زعامة إقليمية"، وفق تعبيره.

وتحدّث الكاتب عن "رأي "إسرائيلي" مُبالَغ فيه حيال قوة "إسرائيل" العسكرية"، فشدّد على أنّ ""إسرائيل"، وبرغم هجماتها المفاجئة وتفوُّقها الجوي، لا تملك جيشًا قادرًا على الاحتلال والسيطرة على الأراضي خارج سياق الأراضي الفلسطينية والسورية التي احتلتها قبل 55 عامًا". وأضاف: ""إسرائيل" وبينما أثبتت أنّها قادرة على تحقيق العديد من الأهداف التكتيكية عبر الاغتيالات والقصف من بعيد، إلّا أنّها لم تثبت أنّها قادرة على تحقيق أيٍّ من أهدافها الاستراتيجية". 

وإذ رأى أنّ "(حركة) حماس تبقى القوة الأقوى في غزة، وحزب الله يرفض نزع السلاح برغم تلقّيه خسائر كبيرة"، جزم الكاتب بأنّ "حرب الـ12 يومًا على إيران فشلت في انهاء برنامج إيران النووي أو دفع الإيرانيين إلى الإطاحة بالجمهورية الإسلامية".

وواصل قائلًا: ""إسرائيل" لم تستطع مواصلة الحرب على غزة إلّا مع توفير الذخائر الأميركية. نظام "القبة الحديدية" كان يعاني من نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية أمام هجمات إيران الصاروخية قَبْل التوصُّل إلى وقف إطلاق النار في حرب الـ12 يومًا. نداءات المساعدة "الإسرائيلية" لواشنطن على مدار العامَيْن الماضيين كشفت عن مدى اعتماد "إسرائيل" على الولايات المتحدة".

وفي حين تحدّث لينش عن "ممارسة نتنياهو اللعبة السياسية الأميركية منذ عقود"، وجد أنّ "هناك أسبابًا وجيهة تدعو نتنياهو إلى الاعتقاد بأنّ قبضة "إسرائيل" على السياسة الأميركية مستمرّة إلى ما لا نهاية"، مبيّنًا في المقابل أنّ "تأييد نتنياهو للحزب الجمهوري وسلوك "إسرائيل" في غزة تسبّبا بتآكل كبير في الدعم الأميركي من كِلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لـ"إسرائيل"". 

ووفق لينش، فإنّ "غالبية الديمقراطيين أصبحوا يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من "الإسرائيليين"، والسياسيون الديمقراطيون ينتقدون بشكل متزايد الدعم العسكري لـ"إسرائيل"".

وأضاف: "أنصار معسكر "أميركا أولًا" (وهم من الجمهوريين) يبدو أنّهم أقل استعدادًا لأنْ تخضع المصالح الأميركية لمصالح "إسرائيل". ترامب هو مُسنٌ ولا يُمكن توقّع سياسته، ولديه علاقات شخصية ومالية عميقة مع أنظمة خليجية. الشخصيات المحتملة لخلافته في الحزب الجمهوري مثل نائب الرئيس جي دي فانس ليس لديهم أيّ التزام محدَّد حيال "إسرائيل"".

ورجّح لينش، في ختام مقالته، أنْ "يتبخّر التفوُّق "الإسرائيلي" أسرع من المتوقَّع من دون الدعم الأميركي المطلق"، وقال: "بينما قد ترى "إسرائيل" نفسها بأنّها المهيمن الإقليمي الجديد، إلّا أنّها قوّضت مكانتها".

الكلمات المفتاحية
مشاركة